نيافة الانبا صموئيل ... الذى انسكب دمه في حادث المنصة الشهير






هو الانبا صموئيل اسقف الخدمات العامة :
استشهد في يوم السادس من أكتوبر 1981المتنيح الطيب الذكر الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة بالكنيسة القبطية٬ انسكب دمه في حادث المنصة الشهير٬
كان أول من تكرس لخدمة مدارس الأحد وأسس فروعها حاملاً مشعل الأرشيدياكون حبيب جرجس بالقرى المحرومة..وهو الذي أسس خدمة الدياكونية الريفية٬ واهتم بالمناطق العشوائية فكان يجول يصنع خيراً بالقرى والنجوع حاسباً أن الضرورة موضوع...ة عليه..وقد عاد بالفرح عندما صير هذه الخدمة خدمة أساسية في خريطة العمل الكنسي الرسمي عندما أقامه الله أسقفاً في كنيسته.
كان باكورة خريجي القسم النهاري الجامعي في الكلية الإكليريكية. من أول الرواد في الخدمة والعمل الروحي والإجتماعي والتعليمي٬ حيث حقول التربية الكنسية وخدمة الكبار وقافلة القرية وإعداد الخدام القرويين المحليين ووضع البرامج والمناهج..أول من قام بالتدريس في المدرسة اللاهوتية بالحبشة٬
اشتهر بوداعته وعُمقه وطول أناته وتزين بحكمة الشيوخ وهو بعد في مقتبل العمر..تاركاً وظيفته مكرساً حياته واضعاً يده على المحراث ..محباً لخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم (ليس لي إنسان) يو ٧:٥. فألقى شبكة حياته ودخل إلى العمق وعاش تقديس الروح في علاقة رسمية مع روح المعونة التي تأيد بها وأنجزت به الكثير. دعته النعمة للحياة الرهبانية فعاش نذورها وتتلمذ تحت إرشاد القمص مينا المتوحد -البابا كيرلس السادس- فسكن معه بالطاحونة بمصر القديمة٬ واستلم الطقس الرهباني على يديه.. تسمى بالراهب مكاري٬ السرياني ..كانت ميامر مارإسحق السرياني والشيخ الروحاني شهية جداً في مسامعه٬ عاشها وتدرب على ما جاء بها من برّ وفضيلة٬ كذلك سكن في مسكن إلهنا إلى جوار قبة الهيكل بمصر القديمة إلى جوار معلمه مينا البراموسي المتوحد٬ مختبراً حياة التجرد والفقر الإختياري الذي عاشه للنفس الأخير بالعمل والقدوة٬ فتكلم بأعماله وعمل بأقواله.
اختارته العناية الإلهية ليكون أول أسقف للخدمات اة بلعامالكنيسة القبطية بعد أن أعده الله لهذه المهام الكنسية عبر حياة التلمذة والتقوى٬ وأيضاً عبر دراسته للقانون والتربية واللاهوت... فسبق زمانه ولم يدخر جهداً في تأسيس مشروعات العضوية الكنسية٬ والدياكونية الريفية٬ وسجل الخدمات الكنسية٬ والتدريب والتنمية الشاملة٬ ومشروع (ارفعوا الكسر)٬ تلك الخدمات التي أثرى بها العمل الكنسي المعاصر..مهتماً بالكادحين والمهمشين والمعاقين والزبّالين..كذلك أول من أسس خدمة المذابح المتنقلة٬ رافعاً شعار (اعبر إلى مكدونية وأعنا) أع ٩:۱٦.
هذا وقد استحدث مادة اللاهوت الرعوي التي كتب مادتها بفكره الناضج٬ و بخبرته الرعوية العملية..كذلك هو الذي أنشأ معهد ديديموس٬ وكان أيضاً أداة رفع تأسيس معهد الدراسات القبطية٬ ويرجع إليه الفضل في نقل الإكليريكية من مبناها القديم بمهمشة إلى مبني الأنبا رويس ..إضافة إلى دوره الكبير في بناء الكاتدرائية بالعباسية.
ولم يتوقف جهده عند الداخل فقط بل صار أباً للمغتربين من الأقباط المهاجريين وهو الرائد الأول في خدمة كنيسة المهجر القبطية التي عمل لها أول قاعدة بيانات وإتصالات وحقق حضوراً مشرفاً وفاعلاً في المحافل المسكونية٬ كدينامو للكنيسة كلها.
أذكر تفاؤلك وبساطتك وبشاشتك وهدوءك ومبادراتك ومساندتك لي ولكل من طرق بابك٬ فأنت الذي رفعت شعار (ماذا تريد يارب أن أفعل) وقد وضعت على مكتبك أساس خدمتك (لي الحياة هي المسيح)٬
إن يوم إنطلاقك للمجد لم يبارح خاطري حيث كنتَ ترقد في مستشفي القبة العسكري عند مفارقة نفسك لجسدك..كذلك لن أنسى كلمات المتنيح الأنبا يؤنس في تجنيزك٬ وما نعاك به المتنيح الأنبا أثناسيوس قبل دفنك..وثلاثتكم من الآباء الرؤوس فليكن ذكراكم مؤبداً لأنكم أحياء عند إله الأحياء